فخ الصياد
فخ الصياد
هناك حقيقة مؤكدة كثيرًا ما ننساها، ألا وهي أننا منخرطون في حرب روحية لا هوادة فيها مع مملكة الظلمة، مع إبليس وجنوده..
والواقع أن الشيطان لا يستطيع أن يخطفنا من يد الله، ولا يستطيع أن ينقلنا من مملكة النور إلى مملكة الظلمة، ولكن هدف الشيطان أن يحاربني لكي يجعلني مؤمن خامل بلا تأثير وغير فعّال في ملكوت الله.
ولو تأملنا في مزمور 91 لوجدنا أنه مزمور الحرب الروحية. فهو يحدثنا عن فخ الصياد، والوباء الخطر، وعن خوف الليل، وعن السهم الذي يطير في النهار، ووباء يسلك في الدجى، وهلاك يفسد في الظهيرة..
إن طرق الشيطان في حربه معنا متنوعة ومتعددة، ففي (أفسس6: 10- 12) يتحدث عن مكايد إبليس، أي فخاخ إبليس، فهو لا يتحدث عن مكيدة، بل مكايد.
إن إبليس صياد محترف، والصياد المحترف يبحث عن الفريسة بكل جد واجتهاد لكي يضع لها الفخ المناسب في الوقت المناسب.
إن إبليس يدرسنا ويتتبعنا ويعرف نقاط ضعفنا. فمثلاً، لو صياد يريد أن يصطاد أسدًا فهو يدرس طباع الأسد، متى ينام ومتى يصحو، وماذا يأكل وما هو نوع الطعام الذي يحبه.
وفي الوقت المناسب عندما يكون الأسد جائعًا يضع الصياد في طريقه قطعة من اللحم الطازج، الأسد يرى أمامه اللحم ولكنه لا يرى الفخ، وعندما يقترب ليأكل ويستمتع إذ بالفخ يمسك به فيأتي الصياد ويلقي القبض عليه.. ومن تلك اللحظة يتحول الأسد من الحرية إلى الأسر، ومن كونه ملكًا للغابة إلى مجرد حيوان داخل قفص حديدي.
وهذا ما يحدث معنا في العالم الروحي، إن الصياد يضع في طريقنا فخًا لكي يلقي القبض علينا ونكون أسرى في قبضته.. إن الله خلقنا لنكون أحرارًا. لنكون أبناء لا عبيد وما أكثر العبيد في هذه الأيام..
إن مكايد إبليس مختلفة ومتنوعة، وفي كل يوم يبتكر مكيدة جديدة ليسقطنا في يده.
إن كل واحد منا يعرف ما هي نقطة ضعفه وما هي شهوة قلبه.
ربما شخص يشعر بأنه وحيد ويعاني من فراغ عاطفي فيضع له الشيطان فخًا ليسقطه في علاقة شريرة..
كان داود في قصره بينما جيشه يحارب في المعركة، ربما شعر بملل أو وحدة فصعد على سطح قصره وإذ بالشيطان ينصب له فخًا فيشتهي.. ويزني.. ويقتل..
ربما شخص آخر يشتهي محبة المال فيضع أمامه الشيطان بابًا يتكسب منه مالاً بطرق مشروعة وغير مشروعة وينجرف في طريق محبة المال ويميل قلبه بعيدًا عن الله..
هذا ما يحدث في العالم الروحي، إبليس يدرسني جيدًا ويبحث عن نقاط ضعفي وأين يميل قلبي. وما هي الأشياء التي لا أستطيع أن أقاومها، ثم يأتي بطريقة خادعة وكأنه يريد أن يسعدني والواقع أنه يضع خطة ليأسرني..
ولكن.. من الذي يستطيع أن ينقذني من فخ الصياد؟ إنه شخص واحد الذي يعلم كل شيء، والذي يكشف كل الأسرار والذي يرى فخاخ العدو.. أنه شخص الرب يسوع.
الساكن في ستر العلي في ظل القدير يبيت. أقول للرب ملجأي وحصني إلهي فأتكل عليه. لأنه ينجيك من فخ الصياد..
لأنه تعلق بي أُنجيه. أُرَفِّعه لأنه عرف اسمي. يدعوني فأستجيب له، معه أنا في الضيق، أُنقذه وأُمجده من طول الأيام أُشبعه وأُريه خلاصي..