الله حي

مايو 9, 2022 0 Comments

أحيانًا نتحدث طويلاً لنحاول أن نشرح أو نوضح شيء ما..

ولكن هناك حقيقة كثيرًا ما تغيب عن أذهاننا وقلوبنا، هذه الحقيقة لا تحتاج إلى جمل طويلة لنشرحها أو نوضحها.. ولكن هذه الحقيقة نستطيع أن نلخصها في جملة واحدة مكونة من كلمتين هما “إلهك حي” ويا له من إعلان رائع أن الله حي.

هذه الحقيقة أقوى من كل الدراسات اللاهوتية والدراسات الدينية.

فهل تدرك هذا الأمر، أن إلهك حي.. هل تعيش وتتصرف وتفكر وتتفاعل مع الحياة إنطلاقًا من أن إلهك حي، وهل تدرك أن هذا الإله الحي هو أبوك. هل مشاكلك وهمومك حجبت عنك هذه الحقيقة أن إلهك حي؟؟

فى وقت من الأوقات واجه مارتن لوثر معارضات ومضايقات كثيرة لدرجة أنه شعر باليأس والإحباط وبدأ يفقد الثقة فى الله، حتى أن زوجته لاحظت ما هو عليه من حزن واكتئاب فأرادت أن تعلمه درسًا.. ففي صباح اليوم التالي جلس مارتن لوثر على مائدة الإفطار إنتظارًا لزوجته، فإذا بها تحضر وقد اتشحت بملابس سوداء فسألها: لماذا ترتدين هذه الملابس الحزينة؟ فقالت له: لأن الله مات. فصاح لوثر: كيف تقولين هذا، إن الله حي. فقالت له: إن كان الله حي فكيف تتصرف كما لو كان قد مات!!

وهنا انتعش الأمل والرجاء من جديد في قلب لوثر بعد أن تعلم الدرس أن الله حي…

منذ فترة طويلة ظهرت في أمريكا كلية لاهوت كان كل تعليمها أن الله مات ولا يوجد إله حي والآن أين هي كلية اللاهوت هذه؟ لقد ماتت وانتهت واندثرت وحتى معظم أساتذتها وطلبتها قد ماتوا. وأما الله فهو حي إلي أبد الآبدين.

عزيزي القارئ: إلهك، أبيك السماوي حي.. أملأ ذهنك وقلبك وعقلك بهذه الحقيقة. في كل صباح أرفع عينيك إلي أبيك إلهك الحي. واهتف مع داود قائلاً: “حي هو الرب ومبارك صخرتي ومرتفع إله خلاصي” (مز18: 46).

إن الله حي ووجوده يملأ السموات والأرض. إنه إله حي سرمدي، أي أنه ليس له بداية وليس له نهاية.. وهو لا يحده زمن أو توقيت فهو فوق الزمن وفوق الوقت..

إن الله إله عظيم وغير محدود وبالتالي فمن المستحيل على عقولنا المحدودة أن تدرك أو تعرف كل شيء عنه.

ولكن الكتاب المقدس يكشف لنا بعض الحقائق عن هذا الإله الحي ومنها:

1-إن الله ثابت لا يتغير:

فهو أمس واليوم وإلي الأبد لا يعتريه تغيير ولا ظل دوران”.

“لأني أنا الرب لا أتغير فأنتم يا بني يعقوب لم تفنوا” (ملا2: 6).

“ولكن أنت أنت وسنوك لن تفنى” (عب1: 12).

الإنسان يتغير لكن الله كامل وثابت في شخصه وفي وعوده وفي محبته ورحمته وجوده وإحسانه “ومحبة أبدية أحببتك من أجل ذلك أدمت لك الرحمة” (إر31: 3).

2-الله موجود في كل مكان:

“إذا أختبأ إنسان في أماكن مستترة أفما أراه أنا يقول الرب. أما املأ السموات والأرض يقول الرب” (إر23: 24).

“هكذا قال الرب. السموات كرسي الله والأرض موطئ قدمي” (إش66: 1)

“أين أذهب من روحك ومن وجهك أين أهرب. إن صعدت إلي السموات فأنت هناك وإن فرشت في الهاوية فها أنت. إن أخذت جناحي الصبح وسكنت في أقاصي البحر. فهناك أيضًا تهديني يدك وتمسكني يمينك” (مز139: 7-10).

3-الله يعرف كل شيء:

فهو كلي المعرفة. يعرف الماضي والحاضر والمستقبل وكل شيء مكشوف وعريان أمامه.

“يارب قد اختبرتني وعرفتني. أنت عرفت جلوسي وقيامي. فهمت فكري من بعيد. مسلكي ومربضي ذريت وكل طرقي عرفت. لأنه ليس كلمة في لساني إلا وأنت يارب عرفتها كلها. من خلف ومن قدام حاصرتني وجعلت عليَّ يدك”.

“عجيبة هذه المعرفة فوقي ارتفعت لا أستطيعها” (مز139: 1-6).

“عظيم هو ربنا وعظيم القوة. لفهمه لا إحصاء” (مز147: 5).

4-الله قادر على كل شيء:

“آه أيها السيد الرب ها إنك قد صنعت السموات والأرض بقوتك العظيمة وبذراعك الممدودة. لا يعسر عليك شيء” (إر32: 17).

“وها أنا معكم كل الأيام إلى أنقضاء الدهر” (مت28: 20).

عزيزي القارئ:

وسط زحمة الحياة، وسط همومك ومشاكلك، لا تعِش يتيمًا بل تذكر دائمًا أن إلهك حي. إنه يرى ويسمع.. إنه موجود حولك.. وقريب منك.. إنه يعرف كل شيء.. وهو القادر على كل شيء..