زيارة إلى السماء
لم يتحدث الكتاب المقدس كثيرًا عن السماء، وهناك اشتياق في قلب كل إنسان أن يعرف ماذا سيحدث بعد الموت، وماهي السماء وما هي أوصافها..
قرأت كتابًا تأثرت به جدًا عنوانه: (وقتي في السماء My time in Heaven)، ومؤلف الكتاب قسيس أمريكي مشهور يحكي فيه عن اختبار حقيقي حدث معه كيف مات وكيف عاد من الموت مرة أخرى.. ولنترك المؤلف يحكي هذا الاختبار..
“إن اللغة عاجزة عن التعبير عما رأيته.. في شهر أكتوبر سنة 1974 كنت عائدًا بسيارتي بعد نهاية الخدمة في كنيستي، وفجأة اصطدمت سيارتي بسيارة أخرى. وكانت صدمة مروعة.. وإذ بي أشعر بأن سحابة كثيفة لونها ذهبي تحملني صاعدًا صاعدًا إلى أعلى بسرعة كبيرة.. وآخر كلمات سمعتها قبل أن تأخذني السحابة إلى أعلى هي أصوات لأشخاص يقولون لقد مات، لقد مات..
وبينما السحابة الذهبية تحملني بسرعة كبيرة صاعدة إلى أعلى وأعلى، بدأت أذناي تلتقط صوت أشخاص يرنمون بفرحة عارمة، وصوت ضحك وفرح وسعادة غامرة وإذ بسلام كامل يغمرني تمامًا..
وبينما أسمع صوت الترانيم بدأت أيضًا أشم رائحة عطرية جميلة. وفجأة رأيت نفسي أخرج من السحابة ونظرت حولي فوجدت قاعة فسيحة، وعلى مقربة مني لمحت سيدتين كنت أعرفهم على الأرض، وكانا في سن الشيخوخة. ولكن عندما نظرت إليهما وجدت أنهما في حوالي العشرين من العمر، وتبدو عليهما نضارة الشباب ووجهما مشرق وجميل..
وسمعتهما يقولان إنه قادم.. إنه قادم.. هللويا لقد وصل لقد وصل. واقتربا مني ورحبا بقدومي..
ثم إلتفت عن يميني فوجدت مجموعة أخرى مكونة من حوالي خمسين شخصًا كانوا جميعًا يرنمون، ويسبحون الله. والتفتوا نحوي قائلين: لقد وصل.. لقد وصل.. ثم رحبوا بقدومي ترحيبًا حارًا.. فقد كانت هذه المجموعة من كنيستي، وكانوا في انتظاري للترحيب بقدومي. ثم نظرت فوجدت مجموعة أخرى واقفين يرحبون بشخص آخر حملته السحابة وأوصلته إلى نفس المكان..
وهكذا رأيت السحابة تحمل أشخاصًا كثيرين بمجرد أن تطأ أقدامهم أرض المكان يتحولون إلى نضارة الشباب وحلاوة وجمال الوجه.. وقد علمت فيما بعد أن في منتصف السماء يوجد ما يُشبه الإذاعة الداخلية التي تعلن عن قدوم أحد الأشخاص، فيجري كل الذين يعرفونه، ويذهبوا إلى منطقة الاستقبال ليرحبوا بالشخص الذي وصل محمولاً على السحاب..
رأيت أطفال أعمارهم لا تتجاوز شهور، وبمجرد وصولهم محمولين بالسحاب تكون لديهم القدرة على الكلام حيث يصيحون ماما.. بابا.. ويجرون إلى أحضان أمهاتهم وأحبائهم الذين سبقوهم إلى السماء..
ورأيت أيضًا أن منطقة الاستقبال هذه لا يوجد فيها فقط الأحباء والأقارب، ولكن يوجد بها أيضًا أعدادًا كبيرة من الملائكة الذين يرحبون بكل شخص تحمله السحابة إلى هذا المكان..
وبعد أن انتهيت من الترحيب بكل الأشخاص الذين كانوا في انتظاري.. بدأت أصيح وأقول.. أريد أن أرى يسوع، أريد أن أرى يسوع..
وفجأة اقترب إليَّ اثنين من الملائكة وسارا بجواري واحد عن يميني والآخر عن يساري، وسرنا في ممر من الذهب وعلى جانب الممر رأيت بحيرات بلورية وأعداد كبيرة من الأشخاص يسبحون في مياهها وهم في فرحة وسعادة كاملة..
كما رأيت حولي منازل كثيرة مختلفة في الأحجام والأشكال وفي داخل كل منزل مجموعة من الأشخاص وهم أيضًا في سعادة غامرة..
ثم اتجه بي الملاكان إلى عمود كبير جدًا عبارة عن قطعة من البلور، ووجدت نفسي أرتفع إلى أعلى قمة العمود، وفوق العمود وجدت كتابًا من صفحات كثيرة طول الكتاب وعرضه عدة أميال.. وكان الكتاب مفتوحًا على صفحة معينة، وقال لي الملاك: انظر، فنظرت ووجدت اسمي مكتوبًا بحروف من ذهب وبجوار اسمي مكتوب “مغسول بدم الحمل”، فأخذت أسبح وأرنم وأشكر.. ثم أخذني الملاكان وسارا بي في طريق، فإذ بي أجد عددًا كبيرًا من الأشخاص يلتفون حول شخص ملابسه بيضاء، ووجهه رائع الجمال فأدركت على الفور أن هذا هو يسوع، فأسرعت إليه.. فتقدم نحوي وأخذني في أحضانه وتحدث إليَّ بصوت عذب رقيق وقال لي: هذا هو منزلك الذي أعددته لك.. وأشار بأصبعه نحو هذا المنزل، ولكنه قال لي إن خدمتك لم تنته بعد، لذلك فسوف تعود ثانية من حيث أتيت، وعندما تُكمل خدمتك سوف تأتي هنا ثانية، وتبقى معنا إلى الأبد…
وفي هذه اللحظة فتحت عيني فوجدت نفسي نائمًا على تروللي في ثلاجة المستشفى.. فصحت بأعلى صوتي إنني مازلت على قيد الحياة.. فحضر الأطباء والعاملين بالمستشفى وهم في حالة من الذهول!! لقد كتبوا شهادة وفاتي وأعلنوا عن موتي وأحضروني إلى ثلاجة المستشفى لكي يعدوا لجنازتي…”
عزيزي القارئ:
هذا اختصار شديد لهذا الكتاب الرائع، إنه يحوي 180 صفحة يحكي أشياء رائعة جدًا عن السماء ولكن لضيق المساحة حاولت أن أقدم ملخصًا للكتاب والذي فرحني كثيرًا وجعل قلبي يمتلئ شوقًا للسماء حيث ألتقي مع شخص المسيح..
يا لشوقي للسماء دار راحة لنا
زاد شوقي للقاء بحبيبي فادي جنسنا