كنيسة خادمة

نوفمبر 5, 2023 0 Comments

في زيارة للولايات المتحدة لحضور مؤتمر عن الخدمة والإرسالية بإحدى الكنائس أعجبتني فكرة جميلة قامت بها هذه الكنيسة لكي تصل إلى المجتمع المحيط بها.

ففي عطلة نهاية الأسبوع وجهوا الدعوة إلى الأشخاص الذين بلا مأوى والذين يُطلَق عليهم   “Homeless” لقضاء يوم داخل الكنيسة.

وفي اليوم المحدد قام أعضاء الكنيسة بإعداد قاعة الكنيسة لاستقبال هؤلاء الأشخاص حيث حضر أكثر من 300 شخص، ما بين رجال ونساء وأطفال، كان بعضهم في حالة يُرثى لها في ثياب بالية وأجساد مُتسخة…

وقام أعضاء الكنيسة بتقسيم أنفسهم إلى فرق للعمل لاستقبال هؤلاء الأشخاص.

وعند وصولهم في الصباح دخلوا من أحد الأبواب حيث وجدوا مجموعة كبيرة من الملابس والأحذية، وقام كل شخص بأخذ ما يناسبه منها.

وبعد ذلك دخلوا إلى مكان آخر به عدد من الحمامات حيث اغتسلوا وارتدوا ملابس جديدة. ثم دخلوا إلى مكان آخر كان يوجد به عدد من الأشخاص المؤهلين لقص وتهذيب الشعر.

وفجأة! تغير منظر هؤلاء الأشخاص تمامًا، فبعد أن كانوا في حالة غير آدمية إذ بهم جميعًا.. في ملابس جديدة، وأحذية جديدة، وشعور مقصوصة ومهذبة، وتحول المشهد تمامًا من الكآبة إلى منظر مُبهج وجميل….

وبعد ذلك دخلوا إلى قاعة أخرى حيث كان في انتظارهم مجموعة أخرى من الخدام الذين جلسوا مع كل شخص بصورة فردية لكي يقدموا له رسالة الإنجيل – رسالة الخلاص والفرح والسلام.

وكم كان المشهد رائعًا ومؤثرًا وأنا أرى البعض منهم يسمع عن المسيح لأول مرة في حياته.

ورأيت عددًا كبيرًا منهم يصلي ويتوب عن خطاياه ويتعهد أن يبدأ حياة جديدة مع المسيح.

وبعد ذلك كانت هناك قاعة أخرى بها عدد من الأخصائيين النفسيين الذين قاموا بالجلوس مع هؤلاء الأشخاص والحديث معهم ومحاولة حل مشاكلهم، لكي يبدأوا حياة جديدة.

وبعد ذلك دخلوا إلى قاعة أخرى حيث كان في انتظارهم وجبة غذاء ساخنة.

وأُختِتم اللقاء ببعض الترانيم البسيطة مع رسالة مشجعة ومؤثرة من راعي الكنيسة.

ثم انصرف الجميع والابتسامة تعلوا وجوههم بعد أن وجد البعض منهم بداية جديدة لحياة جديدة.

إنني أنقل لكم هذه التجربة كشاهد عيان عليها لأن ما حدث هز مشاعري… وشعرت أن العالم يحتاج إلى الكنيسة… وأن الكنيسة لابد أن تخرج إلى العالم لتشهد عن نفسها…

إنها صورة لكنيسة بلا أسوار يتحول كل أعضائها إلى خدام مؤثرين في المجتمع من حولهم…

لقد كان يسوع مثالاً لنا حيث كان يجول يصنع خيرًا ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس.

لقد ذهب يسوع إلى الخطاة والعشارين وجلس معهم. دخل بيت رجل مثل زكا العشار، وأدار حوارًا مع امرأة ساقطة…. لكي يحمل لهم رسالة الحب، رسالة الأمل والرجاء والخلاص.

لذلك يجب علينا كمؤمنين وككنيسة أن نتحرك لنصل نحن إلى النفوس ولا ننتظر حتى يأتوا هم إلينا.

إن كل عمل خير شيء رائع طالما هو وسيلة لتقديم رسالة الإنجيل.

 

عن كتاب- عكاز أبي

بقلم: د.ناثان لطيف