هأنذا ارسلني
ﭽون هاربر
وُلد ﭽون هاربر يوم 29 مايو 1872 وعندما كان عمره 13 سنة قَبِل يسوع كمخلص شخصي لحياته.
وعندما بلغ سن الـ 17 بدأ يكرز في شوارع إنجلترا وكانت كرازته تتسم بالحماس الشديد وتوصيل رسالة الخلاص لأكبر عدد من الناس..
وبعد عدة سنوات أسس كنيسة معمدانية بدأها بـ 25 شخص ونمت حتى وصلت إلى 500 عضو.
وفي شهر أبريل عام 1912 استقل الباخرة “تيتانك” في طريقه إلى الولايات المتحدة ليعظ في كنيسة مودي بشيكاغو وأخذ معه ابنته الصغيرة “نانا” البالغة من العمر 6 سنوات وكانت زوجته قد ماتت وتركت له هذه الفتاة الصغيرة ..
وفي ليلة 14 أبريل 1912 وبينما كانت الظلمة حالكة، والباخرة تيتانك تتهادى على مياه المحيط ارتطمت ارتطامًا شديدًا بكتلة جليدية، وبدأت السفينة في الغرق.. فأسرع ﭽون هاربر وحمل ابنته الصغيرة “نانا” واحتضنها وقبّلها وقال لها وهو يستودعها في قارب النجاة “يومًا ما سأراكِ ثانية” ورفض هو أن ينزل إلى قارب النجاة، وجرى إلى سطح السفينة وهو ينادي على جميع الركاب قائلاً: يا رجال يا سيدات يا شباب اقبلوا يسوع المسيح كمخلص لحياتكم وظل يكرز بالإنجيل ويصلي مع الركاب المذعورين ويشجعهم على التوبة والإيمان بالمسيح إلى أن انشطرت السفينة إلى نصفين وسقط الجميع في مياه المحيط.. وسقط معهم هاربر الذي ظل يصارع الظلام والأمواج والبرد الشديد ويسبح هنا وهناك مناشدًا كل من يراه أن يقبل المسيح كمخلص شخصي له وفى آخر لحظة من حياته وجد شخصًا على وشك الغرق فقام هاربر بإعطائه طوق النجاة الذى كان يستعمله وقال لهذا الشخص: اقبل يسوع كمخلص لحياتك، وكانت هذة هى كلماته الأخيرة قبل أن يغوص فى مياة المحيط ويلفظ أنفاسه الأخيرة..
وبعد أربعة سنوات عقدوا اجتماعًا للناجين من ركاب تيتانك، وشهد عددًا كبيرًا منهم كيف أنهم آمنوا بالمسيح من خلال كلمات جون هاربر ومن هؤلاء الأشخاص هذا الرجل الذى قدم له هربر طوق النجاة.
وحتى ابنته بعد أن كبرت أصبحت مُرسلة تجول أنحاء العالم كارزة برسالة الإنجيل.
يا له من رجل حمل الرسالة حتى اللحظة الأخيرة من عمره…
فماذا نحن فاعلون بحياتنا؟؟
مارتن وأندرو
اثنان من الشباب تقابلت معهم مؤخرًا وقد تأثرت جدًا من مدى تكريسهم وتضحيتهم لتوصيل رسالة الإنجيل.
الأول وهو مارتن ألماني الجنسية كان يعمل محاميًا ناجحًا, وزوجته ممرضة, ولديهما أربعة أطفال. ورغم الحياة المستقرة السعيدة فى ألمانيا، ورغم المال الوفير الذي يدره عليهم عملهم بالمحاماة والتمريض إلا أنهما شعرا بدافع أن يتركا كل شيء ويذهبا إلى الحقل المرسلي، وأرشدهم الروح القدس إلى الذهاب الى موزمبيق بأفريقيا. وهم الآن يخدمون الله هناك طوال السنوات السبع الماضية ويعيشون فى قرية نائية ليس بها أية وسائل حضارية؛ يعيشون فى بيت بسيط على الشاطىء.. طعامهم الرئيسي بعض الأسماك التى يصطادونها من البحر.. يعيشون وسط ُأناس بسطاء.. ولكن هذة الأسرة وضعت أمامها هدفًا أن تكون نور وملح ورسالة المسيح الحّية. ومن خلال رسالتهم وحياتهم آمن عدد كبير بالمسيح ومازالو حتى اليوم يكرزون ويتلمذون.
يالها من حياة.. ويالها من رسالة.. وياله من إيمان عظيم.
الشخص الآخر هو أندرو هو أيضًا من ألمانيا, كان رجل أعمال يمتلك شركة للكمبيوتر, وزوجته طبيبة بشرية. يعيشون حياة هادئة مستقرة يتمتعون بكل الرفاهية والرقيّ فى ألمانيا.
ولكن يومًا ما تحدث الله إليهما ووضع تثقلاً فى قلبيهما أن يتركا كل شيء ويكرزا بالإنجيل. وبعد صلاة وصوم فتح الله لهم باباً للخدمة فى جنوب أمريكا فى دولة هى ثاني أفقر دولة فى العالم اسمها “كوستاريكا” وهناك في مكان بعيد عن الأهل والأصدقاء ورفاهية الحياة قاما بتأسيس بيت يرعى الأطفال اللقطاء الذين تلدهم أمهاتهم وتتركهم على قارعة الطريق.
وهو الآن يرعى أكثر من خمسين طفلاً من هؤلاء الأطفال.
عزيزى القارئ.. إن هدفي من ذكر هؤلاء الأشخاص هو أن ندرك أنه مازال هناك أبطال للإيمان.
إن الإيمان المسيحي ليس ذكريات وليس تاريخ، إنه حياة ممتدة حيّه شاهدة من خلال الآلاف بل الملايين من الذين سمعوا النداء..
من أُرسل! فقالوا هأنذا أرسلني.