لا للتذمر بعد اليوم

أغسطس 26, 2024 0 Comments

سمعت هذه القصة المعبرة عن رجل كان يعيش في غرفة واحدة هو وزوجته واثنين من الأبناء. وفي يوم من الأيام ذهب لزيارته أحد أقاربه وكان شيخًا حكيمًا.. فبدأ يشكو له من ضيق المكان الذي يعيش فيه. غرفة واحدة يشترك فيها أربعة أفراد، وكيف أنهم لا يشعرون بالراحة، سواء في النوم أو الجلوس لأن المكان ضيق جدًا بالنسبة لهم.

فنظر إليه هذا الشيخ الحكيم وقال له: اذهب وأحضر بقرة وحمار وكلب وخذهم معك إلى غرفتك ليقضوا هذه الليلة معكم، ودعنا نلتقي هنا مرة ثانية غدًا!! فاندهش الرجل من هذا الطلب الغريب ولكنه ذهب ونفذ ما طلبه منه. وأحضر بقرة وحمارًا وكلبًا إلى الغرفة التي يعيشون فيها. وفي صباح اليوم التالي ذهب مسرعًا ليقابل الشيخ الحكيم، فسأله ما هو الحال وكيف قضيتم ليلتكم السابقة؟ قال الرجل يا لها من ليلة سوداء.. لم ننم فيها لحظة واحدة، لقد كانت ليلة من أسوأ الليالي التي قضيناها.

فقال له الحكيم: اذهب وتخلص من البقرة وابق على الحمار والكلب. فذهب الرجل ونفذ نصيحة الرجل الحكيم.

وفي الصباح ذهب ليقابله فسأله: أخبرني كيف كانت ليلتك الثانية مع الحمار والكلب.. فقال الرجل لقد كانت ليلة سيئة جدًا لم نتذوق فيها طعم النوم، فطوال الليل الكلب يعوي والحمار ينهق.. فقال له الرجل الحكيم اذهب وتخلص من الحمار، ففعل الرجل..

وفي اليوم الذي يليه ذهب لمقابلة الحكيم، فسأله: كيف كانت ليلتك؟ فقال له: لقد كانت أيضًا سيئة.. فقد ظل الكلب يعوي طوال الليل، فقال له الحكيم اذهب وتخلص من الكلب، ففعل..

وجاء له في اليوم الذي يليه وسأله: كيف كانت ليلتك؟ فقال له إنني أحمد الله كثيرًا فقد استطعنا أن ننام بعد ثلاثة ليال من الأرق الشديد، فقال الحكيم للرجل لعلك تعلمت الدرس.. فقال الرجل حقا لقد تعلمت الدرس وإنني أشكر الله كثيرًا على هذه  الغرفة الجميلة..

عزيزي القارئ:

ما أكثر المرات التي نتذمر فيها على أشياء كثيرة تنقصنا وننسى أن نشكر الله على الأشياء التي نمتلكها..

فإن رأيت شخصًا مريضًا، اشكر الله على صحتك. وإن رأيت شخصًا يعاني صعوبة في التنفس، أشكر الله على أنك تستطبع أن تستنشق الهواء بكل سهولة ويُسر. إذا رأيت شخصًا جائعًا، اشكر الله على ما حباك به من نعم وخيرات..

لا تقارن نفسك بالآخرين، ولا تنظر إلى ما يمتلكون ولكن لنشكر الله على نعمته الغنية.. وعلى كل الأشياء التي نمتلكها..

دعونا ننظر أحدنا إلى الآخر بكل حب وتقدير أن كل أخ أو صديق أو قريب موجود في حياتي هو هبه وعطية من الله. فلنحافظ على علاقاتنا ولنغفر زلات بعضنا، وأن نتفانى في خدمة المحتاجين..

دعونا نقدر كنائسنا التي نتعبد فيها، ونشكر الله على شركة المؤمنين والجسد الواحد..

إن الحياة مدرسة ملآنة بالدروس النافعة، فدعونا نتعلم وننمو في شركتنا مع الله ومع الآخرين..